القصيدة من بين عدة قصائد ضمّها كتابٌ قرّظه وقدّم له مجموعة من العلماء , له وقعٌ لفظي ومعنوي رائع جداً كما قال عنه أحدُ مقدميه ( ألفيته جيداً جزل الأسلوب , سلس العبارة, عميق المعاني ) , كما وُصِفت قصائدُ الكتاب بأنها تضاهي نونية ابن القيم
وهذه القصيدة بعد قصيدتين الأولى للدفاع عن موسى عليه السّلام والأخرى للذبِّ عن عبد الله ورسوله عيسى عليه السلام أمَّا هذه القصيدة فهي أيضاً للدفاع عن خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم ضد أتباع الشيطان أعداء الرسل عليهم الصّلاة والسّلام
محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم
وهنا يجئ محمدٌ في أمةٍ ............. عمياء لم تعرف سوى الأوثان
تركَت إله العالمين وأقبلت ..............نحو الضّلال وبالغ العصيان
سفكت دماءً وارتوت في دربها .......................... بحراً من التشكيك والخذلان
فإذا أتى شخصٌ إليها مؤمناً .............................قالت:صبأتَ وصرتَ للخسران
ولِذا نبي الله يمضي داعياً .............................. تلك القبائل للهدى الربّاني
يأتي عكاظاً ثمّ يأتي غيرها ............................ يدعوهمو للحق والإيمان
فإذا أبولهبٍ يقول محذراً .............................. بل طاعناً في منهج العدناني
لا لن يُصدّقَ في الذي يأتي به ............................. إذ أنه الكذاب ذو البهتان
ما جاءكم إلا ليظرَ سحره ................................. ويسفه الأحلام بالبطلان
فهو الذي أبدى العداوة بيننا ................................فتفرّق الإخوان والزوجان
سبحان ربك لن يكونَ لمجرمٍ ............................... قدرٌ إذا ما كان ذا كفران
وإذا بوحي الله ينزل قائلاً ................................{تَبَّت يدا}هُ على مدى الأزمان
والنار يصلاها كذلك زوجه ................................ ستصير حاملة لذي العيدان
والحبل من نار أحاط بجيدها ............................... وكلاهما بالنّار يصطليان
فالحمد ياربي إليك مضمَّخاً ................................ بروائح الأزهار والريحان
وهنا أبو جهل تكبّر وانزوى .............................. نصبَ العداء لمنهج رباني
فإذا بربّ الكون يكتب قتله ............................ في سيف طفل شامخ الأردان
يأتي ابن عوفٍ ثمّ يسأل قائلاً: ......................... أين الذي شتم الهدى بلسان ؟
سبّ الرسولَ وراح يظهر سخفه ........................ فليعلمنّ بقتله الثقلان
فأتى إليه وراح يغرز سيفه ........................ في صدره ليخور كالثيران
فهوى إلى أرض تسيل دماؤها ....................... قد أُرسلت من ذلك الجثمان
وإذا ابن مسعود يجئ بسرعة .................... فيحزُّ رأس الكفر والطغيان ( 1 )
فالحمد يا ربي إليك مُقدّما .......................... متضوعاً بالمسك كل زمان
هذا رسول الله يبدو في الدنا ....................... شمساً تضئ لسائر الأكوان
فهو الذي كان الختامُ لرُسلنا ( 2 ) ...................... كختام مسكٍ فاح في البلدان
ذو الصّورة البيضاء والوجه الذي ................... أضحى لنا قمرا ( 4 ) بكلِّ زمان
وإذا لمست الكفّ قلت : حريرة .................... من لينه ( 5 ) كالزبد في فنجان
وإذا سمعت كلامه مترسِّلاً (6 ) ..................... يَصِل القلوب يهزُّ كل جنان
وجوامع الكلم البليغ أحاطها ( 7 ) .................... إذ أنّها فاقت لكلّ بيان
فإذا تراه مذكرا بمقاله ..................... قلت : المقال يحوز كل معان
وإذا نظرت بليله شاهدته .................. رجلاً يخاف الله كلّ أوان
قد قام يقطع ليله بتلاوةٍ .................. فيها الخشوع لربه الرحمن
ويقوم ليلته بدمع واكفٍ .................. فتفطرت من ذلك القدمان ( 8 )
وانظر إليه معلّما ومربياً ............... ربّى لنا الأجيال بالقرآن
ورأيت جيل رسولنا في رفعةٍ ............ قامت على الطاعات والإذعان
إن كنت في ليل رأيت دموعهم ............. تهراق خوفا من لظى النيران
ورأيتهم يرجون جنة ربهم ............ عملاً بما قد جاء في الفرقان
أو كنت في صبح رأيت صدورهم ........... نحو العدوِّ تقدمت بأمان